افتتاح مركز لفرز النفايات غير العضوية في مجدل عنجر

29 يوليو 2019

مجدل عنجر، 27 تموز 2019 – أطلقت اليوم بلدية مجدل عنجر، بالتعاون مع وزارة الشؤون الاجتماعية ووزارة البيئة والمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي وأنيرا - المؤسسة الأمريكية لإغاثة اللاجئين في الشرق الأدنى، مشروعاً لفرز النفايات غير العضوية في مجدل عنجر، وذلك كجزء من "المشروع المجتمعي لإدارة النفايات الصلبة" المنفذ في منطقة البقاع.

نظراً للظروف البيئية والصحية التي تواجهها بلدة مجدل عنجر جرّاء أزمة النفايات الصلبة في المنطقة والضغط المتزايد على البنية التحتية المحلية الناجم عن وجود حوالي 18,000 لاجئ سوري في البلدة، تم اختيار مسألة إدارة النفايات الصلبة باعتبارها مجال أولوية للتدخل.

من جهته، أكد وزير الشؤون الاجتماعية ريشار قيومجيان ان أزمة النفايات أزمة وطنية وحلها أمر ملح جدا لأن ضررها كبير جدا على الإنسان والبيئة. وأشار إلى أن مقاربة الدول اليوم لملف النفايات وكيفية معالجته تعكس مدى تطورها. وتوقف عند برنامج دعم المجتمعات المضيفة الذي يهدف إلى دعم أمن المجتمع وتعزيز الانتعاش الاقتصادي والاستقرار الاجتماعي وخلق فرص العمل بطريقة شاملة. وشدد على اهمية الشراكة مع السلطات المحلية عبر تنفيذ مشاريع في عدة قطاعات تساهم في الوصول إلى التنمية المستدامة. كما أشار إلى ان هذا البرنامج يساهم في حلّ ولو جزئياً لأزمات وطنية مثل أزمة النفايات، وذلك بطريقة تساهم في التنمية المحلية المستدامة وخالق فرص العمل.

واضاف: "سنواصل السعي إلى زيادة دعم هذا البرنامج لأننا نثق أن أفضل الوسائل لدعم لبنان لتحمل أزمة النزوح من خلال تقوية بنيته التحتية وخلق فرص العمل وتحريك العجلة الاقتصادية المحلية مما يساعد اللبنانيين والنازحين معاً.

ولتلبية هذه الحاجة الملحة، ضمّت وزارتا الشؤون الاجتماعية والبيئة جهودهما إلى جهود بلدية مجدل عنجر وعدد من الوكالات التابعة للأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية والمجتمعات اللبنانية المحلية واللاجئين للتصدي لهذه المشكلة الجماعية.

وزير البيئة فادي جريصاتي: "اليوم مثال رائع على وقوف المجتمع الدولي مع البيئة الحاضنة لللاجئين. المطلوب أن نتعاطى مع ملف النفايات بجرأة تامة وعلى اتحاد البلديات والأقضية تظافر الجهود كما العمل معاً على مستوى معالجة النفايات. ولهذا التعاون ثمار طويلة الامد."

يتصدى هذا المشروع المجتمعي لأزمة إدارة النفايات من خلال توفير نظام شامل لإدارة النفايات الصلبة، بما في ذلك الفرز من المصدر، وتوزيع حاويات على المنازل، وتنظيم جلسات توعية حول مبادئ الفرز وإدارة النفايات الصلبة لكل من السكان اللبنانيين واللاجئين. كما يوفر المشروع الدعم للبلدية من خلال تحسين عملية جمع النفايات ونقلها إلى مركز الفرز.

رئيس البلدية سعيد ياسين: "أصبح النازحون ومنذ بداية الأزمة، يشكلون نصف سكان مجدل عنجر. بعد مرور أكثر من ثماني سنوات، تكاثرت هذه العائلات النازحة كما تكاثرت العائلات اللبنانية، فأصبحت البنى التحتية في مجدل عنجر تتحمل أكثر من ضعفي طاقتها، حتّى ناءت بحِملِها، وانفجرت معظمها مشكلاتٍ بيئية واجتماعية وحياتية تقف بلدية مجدل في مواجهتها، مع مساعدة من المجتمع الدولي. ورغم الأعباء والأعطال التي سببها النزوح، لم يسجّل أي توتّر أو خلاف ذا طابع تمييزي في مجدل عنجر." وشكر ياسين الجهات المانحة والداعمة والمنفذة على دعمهم لمشروع تأسيس وتجهيز منشأة فرز النفايات الصلبة.

لقد تضمّن هذا المشروع بناء وتجهيز مركز جديد لفرز النفايات غير العضوية، يتم فيه فرز جميع النفايات المنزلية التي يتم جمعها والقابلة لإعادة التدوير. وهذا بدوره يقلل من إجمالي النفايات الناتجة عن المجتمعات المقيمة في مجدل عنجر، ويمهد الطريق لبلدة صديقة أكثر للبيئة.

وبحسب نائب ممثلة المفوضية في لبنان، إيمانويل جينياك، "فالمفوضية مدركة تماماً للآثار المترتبة على استضافة هذا العدد الكبير من اللاجئين في بلد صغير مثل لبنان. وهي تبذل أقصى جهدها بالتعاون مع شركائها للحد من الضغط الواقع على المجتمعات المحلية المضيفة والبنية التحتية في لبنان. فهذا المشروع المشترك لإدارة النفايات الصلبة هو خير دليل على التزام المفوضية والمجتمع الدولي بدعم المؤسسات الحكومية والسلطات المحلية اللبنانية."

الممثلة المقيمة لبرنامج الامم المتحدة الانمائي سيلين مويرو: "نعمل مع البلديات لتحديد حاجاتها الملحة وايجاد حلول مستدامة للمشاكل التي تواجهها ومنها مشكلة النفايات الصلبة. وهذا المشروع الذي يركز على فرز النفايات غير العضوية يتخطى البنى التحتية ويتضمن مجموعة تدخلات توعوية بشأن الفرز من المصدر وتدعم قدرة البلدية والمجتمع."

بدأت مرحلة تصميم المشروع في عام 2017، وبوشرت عملية بناء المركز في أواخر عام 2018. سيستفيد أكثر من 39,000 شخص من هذا المشروع، بما في ذلك 21,000 مواطن لبناني و18,000 لاجئ سوري.

" بالنسبة لنا، يعد هذا المشروع جزءًا لا يتجزأ من برنامج بيئي-صحي شامل، طورنا فيه قدرات السلطات المحلية، فعلّنا دور كل من المجتمعات المضيفة واللاجئة، خلقنا فرص عمل و قمنا بزيادة الوعي حول الفرز من المصدر في المنازل والمدارس والشركات. نحن ندرك أن إدارة النفايات هي أحد أهم القضايا في بلدنا ومن واجبنا كممارسين في مجال التنمية، معالجة عوامل الخطر البيئية والصحية ، من أجلنا، ومن أجل أطفالنا"- سمر اليسير ، ممثلة انيرا