برنامج القيادات الشابّة: بيت الضيافة - سيزار

18 مارس 2019

برنامج القيادات الشابّة: بيت الضيافة - سيزار

 

عند وصول الزائرين إلى بيت الضيافة-سيزار بمساحاته الخضراء ومحاصيله الغناء، يجدون في انتظارهم مجموعة صغيرة من الشبّان والشابات يرحبون بهم ويصحبونهم لزيارة بيوت الضيافة والمزرعة. بيت الضيافة الذي يستقبل الزائرين من مختلف أنحاء العالم هو مبادرة أطلقها سيزار محمود بعد مشاركته في برنامج القيادات الشابة التابع لبرنامج الأمم المتّحدة الإنمائيّ في عام 2016.

وفي أثناء جولة في أرجاء بيت الضيافة مع الممثلة المقيمة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي سيلين مويرود، قال سيزار: "استفدت كثيراً من تجربة مشاركتي في برنامج القيادات الشابّة السنوي الثاني لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، إذ اكتسبت مهارات سمحت لي بتطوير فكرتي وعزَّزتْ ثقتي بنفسي، ما ساعدني في تحقيق نجاحي الأوّل في إنشاء بيت الضيافة".

ويعمل أكثر من عشرة شابات وشبان، شارك معظمهم من قبل في برنامج القيادات الشابّة، أو يتطوّعون في بيت الضيافة الذي استقبل في غضون سنة ونصف أكثر من 2,660 نزيلاً جاؤوا من أكثر من 40 بلداً مختلفاً. وتهدف المبادرة إلى التركيز على حاجة الشباب إلى البقاء في لبنان والاستثمار في التنمية المحلّية، وعلى نحو خاص في المناطق الريفيّة التي تحتاج إلى رؤية الشباب وطاقته.

وفي هذا السياق قال سيزار: "يركّز برنامج القيادات الشابة على عرض دراسات حالات والتوصّل إلى حلول من وجهة نظر إيجابيّة". وأضاف: "تمكّنت أنا وزملائي الشباب، بفضل هذا البرنامج، من تطوير أدوات جديدة لمساعدة مجتمعنا، والتوصّل إلى فهم أفضل لمواطن قوانا وضعفنا والموارد المتاحة لنا والتدخلات الإستراتيجيّة الممكنة".

وشرحت السيدة ندى دمشقيّة سويدانـ منسّقة الشباب في برنامج التنمية المحليّة والاجتماعيّة التابع لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي كيف سمح البرنامج للشباب بتوظيف مهاراتهم بشكل جيّد. وقالت: "استفاد سيزار وغيره من المشاركين في برنامج القدرات الشبابيّة من الزيارات وورش العمل المحليّة والإقليميّة والدوليّة للتحلّي بالإبداع ودع مجتمعاتهم المحليّة. وشكّلت زيارة سيزار إلى مركز ابتكار الأعمال في منطقة لاتسيو الإيطاليّة مصدر إلهام له، وبخاصّة الزيارة الميدانيّة إلى مشروع ريادة الأعمال الزراعية".

وأوضحت كارمن أبو ضرغم إحدى الشابات العاملات في منزل الضيافة السبب الذي دفعها إلى اختيار عملها قائلة: "أفضّل العمل لتطوير منطقتي بدلاً من العمل في وظيفة تقليديّة. أعشق العمل في مبادرة إنمائيّة تعيد إحياء تجربة القرية وتعيدنا إلى أحضان الطبيعة".

تجدر الإشارة إلى أن سيزار وأصدقائه يسعون إلى تشجيع السياحة البيئية في المنطقة وتعزيز الطابع اللبنانيّ التقليديّ مستفيدين من خبرة رجال البلدة ونسائها. وبرأيهم، يساهم بيت الضيافة في دعم التنمية الاقتصاديّة في منطقة الشوف ويؤمّن فرصاً مختلفة للمجتمع المحلّي.

وشدّدت لمى محمود، وهي شابة أخرى تعمل في بيت الضيافة كانت قد شاركت في برنامج القيادات الشابة السنويّ الرابع، على أهميّة مشاركتها في البرنامج التي سمحت لها بالتعبير عن طموحها. وقالت: "أفتخر بمشاركتي في برنامج القيادات الشابة السنويّ الرابع فقد سمح لي بالتعبير عن نفسي والثقة بكفاءتي".

وبدورها، ركّزت الممثلة المقيمة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائيّ سيلين مويرود على الدور الحيويّ للشباب قائلةً: " نحن نؤمن بالشباب، ونؤمن أنّهم يستطيعون تحديد معالم المستقبل. ونشجّع الشباب صانعي التغيير وقادة مجتمعاتهم إلى التواصل معنا والانضمام إلى أنشطة برنامج القيادات الشابّة".

تجدر الإشارة إلى أنّ البرنامج يسعى إلى تلبية احتياجات الشابات والشبان في المنطقة العربيّة مع اهتمام خاص بتعزيز المساواة بين الجنسين وتمكين المرأة. بالإضافة إلى ذلك، يتناول البرنامج مفاهيم التسامح، وتقبّل الآخر، والعيش المشترك، وإشراك الجميع، والتنوّع، وتماسك المجتمع كأساليب حياة أساسيّة.