هل يحفّز الاستنزاف البيئيّ التماسك الاجتماعيّ في لبنان ؟

4 أكتوبر 2018

الإجابة هي نعم بالنسبة لسكان شكّا.

تقع بلدة شكا بلدة على ساحل لبنان الشماليّ وتشتهر منذ زمن طويل بشطآنها الرمليّة الذهبيّة وبثروتها السمكية وينابيع المياه العذبة[1] كما وبأشجار الزيتون والتين.

وفي الوقت نفسه تضمّ شكا بعضاً من أكبر معامل الإسمنت والورق في شرقي المتوسّط والتي تنتج عنها انبعاثات هائلة للمواد السامة على مدار السنة[2] وتتسبّب بالسمعة السيئة للبلدة على الصعيد البيئيّ.

لهذه الغاية تعمل جهات فاعلة محليّة على تغيير التصوّرات السائدة حول بلدتهم ودفع العمل البيئيّ إلى الصدارة من خلال آليّات الاستقرار الاجتماعيّ.

وفي هذا السياق، يقوم برنامج الأمم المتّحدة الإنمائيّ في لبنان بدعم ورش عمل لبناء القدرات ويستضيفها ويدرّب منظّميها بالتعاون مع جهات فاعلة من شكا و37 بلدة أخرى من أنحاء لبنان بغية تصميم آليّات الاستقرار الاجتماعيّ. تجدر الإشارة إلى أنّ هذه الآليات تهدف إلى معالجة نزاعات وتحدّيات محليّة محدّدة والتغلّب عليها وهي ذات طابع بيئيّ في شكا.

يشرف برنامج الأمم المتّحدة الإنمائيّ بالتعاون مع وزارة الشؤون الاجتماعيّة عبر برنامج دعم المجتمعات اللبنانيّة المضيفة ومن خلال مشروع بناء السلام في لبنان على عمليّة وضع آلية الاستقرار الاجتماعيّ في شكا وذلك بتمويل سخيّ من إدارة التنمية الدوليّة في المملكة المتحدة.

هذا وتؤثّر الضغوط البيئيّة على جميع مراحل النزاعات ويتراوح ذلك بين المساهمة في انتشار العنف إلى إحباط المبادرات السلميّة[3]. لهذا السبب قامت الجهات الفاعلة في شكا بتنظيم أسبوع بيئيّ بدعم من الفرق الكشفيّة والمجموعات الشبابيّة المحليّة. شكّل حفل إطلاق هذا الأسبوع البيئيّ في 2 أيلول 2018 فرصة لتفعيل لجنة البيئة في البلديّة وتوسعها في حضور ممثّلين عن برنامج الأمم المتّحدة الإنمائيّ في لبنان، ومراكز الخدمات الإنمائيّة التابعة لوزارة الشؤون الاجتماعيّة، وعن المجالس البلديّة في البلدات المحيطة وحشد من سكان المنطقة.

وفي هذه المناسبة، قال السيد فرج الله كفوري رئيس بلديّة شكا: "نسعى طيلة هذا الأسبوع إلى تحفيزكم على مساعدتنا في إعادة إنعاش الزراعة والتحريج في بلدتنا واستعادة شكا الخضراء التي كنّا نعرفها قبل حصول التغييرات البيئيّة".

وبالإضافة إلى حملة تنظيف الشاطئ التي قامت بها مجموعة من الجهات الفاعلة والناشطين البيئيّين والأندية والمنظمات غير الحكوميّة والسكّان، تضمنت فعاليّات الأسبوع البيئيّ حملة توعيّة عامّة حول إعادة التدوير وفرز النفايات من المصدر، وخطط لإعادة تحريج البلدة وطرق مستدامة لصيد الأسماك.

 

من جانبه قال الدكتور أديب كفوري من لجنة البيئة في البلديّة: "تعاني شكّا أسوةً بالعديد من المدن والبلدات اللبنانيّة الأخرى من التلوث.لذلك ندعو المؤسّسات والسلطات والجهات الفاعلة المحليّة للعمل معاً بهدف حماية البيئة وتمكيننا من تعزيز الوضع الاجتماعيّ البيئيّ".

وأضاف: "نأمل بأن تقدّم الإدارة التشاركية للبيئة فرصاً للاستقرار الاجتماعيّ والنمو الاقتصاديّ يمكن لبلدتنا الاستفادة منها".

وبما أن الجهات الفاعلة في شكا أصبحت الآن مجهزة لمواجهة التحديّات بالتعاون مع السلطات المحليّة، فما ستكون خطوتها التالية؟

-------------------------------------------------------

مشاريع في لبنان: مركز بحوث التنمية الدوليّة، في 13 كانون الأوّل/ديسمبر 2007، أرشيف "وايباك ماشين" الرقميّ [1]

[2] https://www.lbcgroup.tv/news/d/news-bulletin-reports/310013/report-chekka-residents-warn-against-environmental/en

[3] من النزاع من بناء السلام: دور الموارد الطبيعيّة والبيئة: https://www.iisd.org/sites/default/files/publications/conflict_peacebuilding.pdf