تقرير برنامج الأمم المتّحدة الإنمائي: استجابةً لانفجار ميناء بيروت، يجب إعطاء تعافي الأفراد ، وخاصة الأكثر تهميشًا ، الأولوية على إعادة ا

16 سبتمبر 2020

--- Image caption ---

بيروت في 4 أيلول/سبتمبر 2020: أطلق برنامج الأمم المتّحدة الإنمائي اليوم تقريرًا جديدًا يجادل بأن جهود التعافي من انفجار ميناء بيروت في 4 أغسطس يجب أن تنظر إلى ما هو أبعد من إعادة إعمار المباني والبنى التحتية لضمان استجابة تتمحور حول الأفراد وتكون شاملة ، وتتناول بطرق عادلة ومنصفة نقاط الضعف الهيكلية التي تواجهها الفئات الأكثر حرمانًا وفقراً ومنهم النساء والفتيات, والعمال المهاجرين, واللاجئيين, والمسنين, والأطفال واليافعين.

باستخدام إطار تحليلي قائم على مبدأ الشمولية المنصوص عليه في خطة التنمية المستدامة لعام 2030 المقبولة عالميًا ، فإن التقرير المعنون "لا لترك أحدًا خلف الرّكب: نحو عملية تعافي شاملة وعادلة في بيروت بعد الانفجار،" يوضح كيف أن الانفجار قد أثر بشكل غير متناسب على فئات مجتمعية محددة ، وأدت إلى تفاقم أوجه ضعفها.

"إن الأزمة الحالية المتعددة الأوجه التي يواجهها لبنان تقدم لنا تحدي  لتحويل نموذج عدم ترك أحد خلف الرّكب إلى عمل ملموس وفعال يمكن أن يحدث فرقًا في حياة الأشخاص الأكثر ضعفاً،"  تقول سيلين مويرد، الممثّلة المقيمة لبرنامج الأمم المتّحدة الإنمائي في لبنان. "تقع على عاتقنا مسؤولية ضمان أن تكون رحلة التعافي تساعد الناس على الحفاظ على كرامتهم وإعادة الأمل لهم ، وفي نهاية المطاف معالجة الأسباب الجذرية التي تسببت في إضعافهم."

ويسلّط التقرير الضّوء على ضرورة معالجة الأطر المؤسّسيّة التي ولّدت لفترة طويلة أوجه الضّعف وعدم المساواة، ويدعو التّقرير أيضًا إلى اعتماد آليّات المساءلة التي يمكن أن تحمي حقوق الأفراد وتضمن استفادتهم من تدخّلات التّعافي.

"يجب أن تكون الاستجابة للانفجار شمولية وتشاركية ، ومتمحورة حول الأفراد. ويجب أن تسترشد عملية إعادة الإعمار بالاتجاهات الاجتماعية والثقافية والاقتصادية والسياسية التي شكلت التحضر في بيروت على مدى العقود الماضية.كما يجب أن تراعي عملية الإستجابة أصوات الناس ورواياتهم وتجاربهم اليومية". أكدت منى حرب ، أستاذة الدراسات الحضرية والسياسة في الجامعة الأمريكية في بيروت ، وهي مؤلفة مشاركة في إعداد التقرير. "إن استعادة الأحياء المتضررة ، الغنية بتنوع سكانها وأعمالها وتاريخها ، يجب أن تأخذ في عين الإعتبار التهديدات الحقيقية التي تواجهها ، بما فيها فقدان التراث والإخلاءات القسرية ، والتي لها جذور في اتجاهات المضاربة التي وجهت نمو بيروت على مدى العقدين الماضيين، " تقول منى فواز ، أستاذة الدراسات الحضرية والتخطيط في الجامعة الأمريكية في بيروت ، والمؤلفة المشاركة الأخرى.

ويشدّد التقريرعلى ضرورة  اتباع نهج تشاركي للتعافي قائم على المجتمع ويعترف بأصوات الناس ومطالبهم ويشركهم في عملية صنع القرار.كما ويدعو الجهات المسؤولة وجميع من يشرفون على جهود التّعافي إلى ضمان حماية حقوق الإنسان واحترامها والوفاء بها.

جاء انفجار مرفأ بيروت على رأس أزمات متعددة قائمة في لبنان. أدت الأزمة الاجتماعية والاقتصادية التي تفاقمت بسبب أزمة فيروس كورونا المستمرة إلى إفقار أكثر من 2.7 مليون شخص ، مما يؤهل 55٪ من اللبنانيين ليكونوا فقراء وأجبر 86٪ من العائلات في بيروت الكبرى على العيش على أقل من 200 دولار شهريًا. تمتد الآثار الاقتصادية للانفجار إلى ما هو أبعد من المناطق المجاورة مباشرة لمرفأ بيروت ، مما يؤثر على لبنان بأكمله. ويشدد التقرير على أن الاستجابة يجب أن تكون شاملة ووطنية في نطاقها ، ويجب أن تعالج جميع أنواع الضعف المختلفة ، مع إعطاء الأولوية للفئات المجتمعية التي تعد من الأكثر تقاطعًا.