ما هي أهداف التنمية المستدامة؟
اعتمد قادة العالم في 25 أيلول/سبتمبر 2015 خطّة التنمية المستدامة لعام 2030 ووعدوا بالعمل من أجل عالم أكثر استدامة يضمن شمل الجميع بهذه الخطّة بحيث تتمتّع الأجيال المقبلة بنمط حياة متساوٍ وجيد إن لم يكن أفضل من
نمط حياتنا الحالي.
وتعتبر أهداف التنمية المستدامة ال 17 في صلب خطّة التنمية المستدامة لعام 2030 التي تحدّد توقّعات مرتفعة لجميع البلدان في معالجة تحدّيات مثل الفقر والصحّة والتعليم وتمكين الم أ رة والنمو وعدم المساوة وحماية البيئة والحوكمة.
وتعتبر أهداف التنمية المستدامة، من خال معالجة قضايا وثيقة الصلة بالنسبة إلى لبنان وسكانه ومن ضمنها الأهداف المرتبطة بالمساواة، والنمو الاقتصادي، والحوكمة والبيئة، بمثابة فرصة لوضع رؤية طموحة ومشتركة للبنان بعد خمسة عشر سنة من الآن، لبنان الذي نريد. ستقوم أهداف التنمية المستدامة من خال مثل هذه الرؤية المشتركة، بتوفير سبل تمكّن اللبنانيين من العمل معاً من أجل مستقبل أفضل يتسّم بقدر أكبر من المساواة لأنفسهم وللأجيال اللبنانية المقبلة.
ما هو دور برنامج الأمم المتّحدة الإنمائيّ؟
دخلت أهداف التنمية المستدامة حيّز التنفيذ في كانون الثاني/يناير 2016 ومن المفترض أن تواصل توجيه سياسات برنامج الأمم المتّحدة الإنمائيّ وتمويله للسنوات الـ15 المقبلة. وباعتباره وكالة التنمية الرئيسيّة في منظّمة الأمم المتّحدة، يتمتّع برنامج الأمم المتّحدة الإنمائيّ بمكانةٍ فريدة تسمح لنا بتنفيذ الأهداف من خلال عمله في نحو 170 بلد وإقليم.
تتمحور خطّتنا الاستراتيجيّة حول مجالات رئيسيّة ومن ضمنها تخفيف الفقر، والحكم الديمقراطيّ، وبناء السلام، والتغيّر المناخيّ، وخطر الكوارث وعدم المساواة الاقتصاديّة. ويقدّم برنامج الأمم المتّحدة الإنمائيّ الدعم للحكومات لاعتماد أهداف التنمية المستدامة في خطط وسياسات التنمية الوطنيّة الخاصّة بها. يجري العمل على هذا الأمر بالفعل وبخاصةِ أننا ندعم بلدان متعدّدة في تسريع التقدّم الذي حقّقته هذه البلدان بالفعل في تنفيذ الأهداف الإنمائيّة للألفيّة.
وقد منحنا سجلّنا الحافل بالنجاح على أهداف متعدّدة بتجربة قيّمة وخبرة مُثبتة في مجال السياسات من أجل الحرص على بلوغنا جميعاً الغايات المحدّدة في أهداف التنمية المستدامة بحلول العام 2030. غير أنّنا غير قادرين على القيام بهذه المهمّة بمفردنا. إذ يحتاج تحقيق أهداف التنمية المستدامة مشاركة الحكومات والقطاع الخاصّ والمجتمع المدنيّ على حدّ سواء للتأكد من تأمين كوكب أفضل للأجيال المقبلة.
لبنان وأهداف التنمية المستدامة
أدت الأزمة الإنسانيّة المستفحلة التي يعاني منها لبنان جرّاء تدفّق اللاجئين السوريّين إلى ظهور لمكامن ضعف إنمائيّة في البلاد. ومع تراكم تحدّيات الاقتصاد الكليّ، وحؤول الأزمات السياسيّة دون صنع قرار استراتيجيّ، كان من غير المتوقّع تحقيق تحوّل مجدٍ قبل عتبة 2015. لذلك ونظراً إلى الظروف القاهرة، يكمن الخيار الأكثر واقعية بالنسبة إلى لبنان على الأمد القصير في محاولة حماية الإنجازات التي حقّقها على صعيد الأهداف الإنمائيّة للألفيّة واحتواء أي تدهور في مستويات الفقر والاستدامة البيئيّة والحفاظ في الوقت نفسه على استقرار اقتصاده الكليّ.
وفي عام 2015 طالب العالم بمزيد من الريادة في قضايا الفقر وعدم المساواة والتغيّر المناخي. ولتحويل هذه المطالب إلى خطوات ملموسة، اجتمع قادة العالم في مقرّ الأمم المتّحدة في نيويورك في الخامس والعشرين من أيلول/سبتمبر 2015 لاعتماد خطة التنمية المستدامة لعام 2030 وتحديد أهداف عالميّة جديدة تحلّ مكان الأهداف الإنمائيّة للألفيّة.
تتألّف خطّة التنمية المستدامة لعام 2030 من 17 هدفاً جديداً للتنمية المستدامة تُعرف بالأهداف العالميّة وتهدف إلى توجيه السياسات والتمويل للأعوام الـ15 المقبلة وتبدأ بتعهّد تاريخي بالقضاء على الفقر بجميع أشكاله في كل مكان.