منطقتنا ليست ساحة معركة! امرأة تقود مبادرة لمنع العنف

5 يونيو 2018

"يمكننا أن نحقق ذلك" - شاركت نسيبة تجربتها الأولى في مجال منع العنف خلال تدريب المدربين على حل النزاع و الوساطة الذي نفذه برنامج الامم المتحدة الانمائي في اليمن بالشراكة مع الشركاء في محافظة لحج. "عندما تلقيت الجائزة شعرت بأنني امرأة متمكنة منحت الثقة ودفعت قدما لإكمال مسيرتها في بناء السلام في وطني والعالم. وبهذه المناسبة اود توجيه رسالة الى مجتمعي بضرورة التعاون والعمل على نشر السلام في مجتمعنا" .

شاركتنا نسيبة وهي من سكان مديرية تبن في محافظة لحج تجربتها حول منع العنف في ابريل 2015. منذ ذلك الحين ونسيبة تشارك بفعالية في حل النزاع والوساطة والمفاوضات في منطقتها، مستغلة كل فرصة لصقل مهاراتها وتشجيع بنات منطقتها والمجتمع على المضي قدما مثلها.

في حديثها وهي تتذكر ذلك اليوم قالت نسيبة "حاولت مجموعة مسلحة اقتحام منطقتي التي تستضيف عدد كبيرا من النازحين غالبيتهم من النساء والاطفال. ما ان علمت بذلك حتى أدركت ان وجود الجماعات المسلحة في منطقتها يشكل تهديدا على امن وسلامة افرد المجتمع والنازحين، خصوصا الشباب الذين كرسوا حياتهم لحماية وطنهم بأية وسيلة،" قالت نسيبة بيقين. "خشينا ان تتحول منطقتنا الى ساحة قتال، كان عليّ فعل شيء لحماية منطقتنا والناس الذين نعيش معهم". شكلت نسيبة مبادرة نسائية من المنطقة ضمت نساء وجيهات ومؤثرات للسير الى المكان الذي تتواجد فيه المجموعة المسلحة. "وقفنا في المكان الذي ركن المسلحون مركباتهم القتالية وطلبنا منهم مغادرة منطقتنا التي لا يسكنها الا نازحين ومدنيين. قلنا لهم ان ما نريده هو بيئة امنة لعائلاتنا والناس".

كان رد الجماعة المسلحة على نسيبة ورفيقاتها مفاجئا حيث قالوا لها ان وجودهم في هذه المنطقة جاء بأمر من مسئول كبير وطلبوا منهم الذهاب والتحدث اليه مباشرة. بعد انتظار دام لساعات، عاد المسئول الذي اعطى الاوامر بدخول المجموعة المسلحة الى منطقة نسيبة. رشحت نسيبة ورفيقاتها احدى اعضاء الفريق الاكثر خبرة لبدء المفاوضات. قالت لهم "ان المنطقة مأهولة بالنازحين والمدنيين فقط وطلبت منهم ترك المنطقة. وقد اذعنوا لطلبنا". بعد المفاوضات غادرت المجموعة المسلحة منطقة نسيبة ولم يفكروا بالاشتباك مع شباب المنطقة.

اعتبرت نسيبة ان اعطاء اوامر من المسئول لتلك المجموعة بترك المنطقة ما هي الا نجاح للمبادرة التي هدفت الى تقليل نسبة العنف والتي أطلقتها اولئك النسوة، بيد انها لم تكن سهلة. "في البداية، واجهنا رفضا شديدا من شباب المنطقة الذين وجدوا بان مبادرتنا ستلحق بهم العار، وإننا كنساء لن يسمح لنا بالعبور من السوق المحلية اثناء توجهنا الى مكان الجماعة المسلحة. لقد رشحنا زهرة، وهي امرأة وجيهة ومؤثرة للتفاوض مع وجهاء المجتمع لعبورنا وتبرير خطوتنا هذه وإنها لأجل الحفاظ على السلام في منطقتنا. في الاخير وافقوا وحصلنا على دعمهم،" قالت نسيبة بفخر.

منذ ابريل 2015، شاركت نسيبة في تدريبات وورش مختلفة ليس لاكتساب المهارة فحسب، بل لمشاركة خبرتها وتجاربها مع الاخرين. وبتمويل من الاتحاد الاوروبي وبرنامج تعزيز القدرة على الصمود في المناطق الريفية في اليمن، استطاعت نسيبة الالتحاق بدورات تدريب المدربين لحل النزاع والوساطة وتدريب 33 وسيط داخلي على حل النزاع في مديرية تبن.

تقول نسيبة "منحتني هذه التجربة الثقة واعلم أني احتاج الى صقل مهاراتي على التفاوض والوساطة".

***

برنامج تعزيز القدرة على الصمود في المناطق الريفية عبارة عن برنامج مشترك مدته 3 سنوات يموله الاتحاد الاوروبي وتنفذه منظمة الزراعة والغذاء (الفاو) ومنظمة العمل الدولية وبرنامج الامم المتحدة الانمائي وبرنامج الغذاء العالمي لتحسين القدرة على الصمود والاعتماد الذاتي لمجتمعات المناطق الريفية المتضررة في أربع محافظات (أبين، الحديدة، حجة، و لحج).