تمكين الأهالي من الحصول على مياه الشرب

"أصبح الحلم حقيقة ... لن تتغيب ابنتي عن المدرسة بعد الآن"

24 سبتمبر 2018

عصام هادي سعيد لأن ابنته البالغة من العمر 11 عاماً لن تضطر إلى ترك المدرسة بعد الآن حتى تذهب لجلب المياه

مثلها مثل العديد من القرى الأخرى في الريف اليمني، تفتقر قرية الحمامي إلى العديد من الخدمات الأساسية وفي مقدمتها الحصول على مياه الشرب. وتتفاقم هذه المشكلة في المواسم الجافة وتتحسن قليلاً خلال مواسم الأمطار، ولكن لفترة قصيرة فقط حيث يفتقر السكان إلى الخزانات الملائمة لجمع مياه الأمطار. ويذهب سكان القرى، الشباب والنساء على وجه الخصوص، لجلب المياه من أسفل الوادي في رحلة تستغرق 5 ساعات مرة واحدة يومياً على الأقل.

ولتحسين الوصول إلى مياه الشرب ودعم الأسر الهشة في قرية الحمامي وغيرها من قرى مديرية بني العوام بمحافظة حجة، قام الصندوق الاجتماعي للتنمية بتوظيف أفراد من هذه الأسر لبناء خزاناتهم الخاصة لحصاد مياه الأمطار. وحصل افراد المجتمع على مساعدات نقدية إضافة إلى تأمين الحصول على مياه الشرب النظيفة.

وقال مطهر هادي، أحد سكان القرية وأب لطفلين: "كنت اغادر القرية واذهب للبحث عن عمل في المدينة حتى أتمكن من إعالة أسرتي وأعود إلى القرية عادةً خلال مواسم الزراعة للعمل في أرضي. والآن أتيحت لي الفرصة للعمل بمساعدة أسرتي في بناء خزان لنا لحصاد مياه الأمطار". ويضيف ابن مطهر، البالغ من العمر 9 سنوات: "كنت اذهب أنا وشقيقتي الأكبر لنحضر صفيحتي مياه، سعة كل منهما 20 لتر، على ظهر الحمير من ينبوع المياه في أسفل الوادي. كانت هذه الرحلة تستغرق نصف يوم. كنّا نذهب عادة في الصباح في ايام الصيف، ولكن خلال المدرسة ...كنّا نتغيب عن بعض الحصص... آمل ألا نضطر لذلك مجدداً عندما يكون خزاننا جاهزًا ...".

ووفقاً لمحمد مجاهد، مهندس برنامج الصندوق الاجتماعي للتنمية، فإن خزانات حصاد مياه الأمطار تلبي الأولوية القصوى للمجتمع المتمثلة في مياه الشرب والجميع سعداء بها. "تتضمن خطتنا تخصيص مبلغ إجمالي قدره 383.000 ريال (حوالي 830 دولار امريكي) لكل أسرة لدعمهم في شراء مواد البناء اللازمة، ودعم العمل لبناء خزانات المياه، وشراء الطعام، إضافة إلى توفير بعض المال احياناً. وإلى جانب امتلاك الخزانات الخاصة بهم والحصول على المساعدة النقدية، يُقدّر معظم العمال المهارات الجديدة التي اكتسبوها في مجال البناء، مما سيساعدهم على تأمين فرص العمل في المستقبل".

عصام هادي، أحد سكان قرية الحمامي الجبلية وأحد المستفيدين من خزانات حصاد مياه الأمطار، أعرب عن امتنانه العميق بالقول: "أصبح الحلم حقيقية. لقد عملنا جميعاً في بناء هذا الخزان لأنه قدّم حلاً لمعاناتنا الأبدية. أتوقع أن يغطي احتياجاتنا لمدة ستة أشهر كاملة حتى انتهاء موسم الجفاف وعودة الأمطار. والأهم من ذلك، أنا سعيد لأن ابنتي البالغة من العمر 11 عاماً لن تضطر إلى ترك المدرسة بعد الآن حتى تذهب لجلب المياه".

ويعتبر مشروع خزانات حصاد مياه الأمطار جزءاً من مشروع الحماية المجتمعية لصمود المجتمعات الذي يموله ويدعمه الاتحاد الأوروبي بهدف تعزيز صمود المجتمعات الهشة، ويُنفذ بالشراكة مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي والصندوق الاجتماعي للتنمية لدعم 317 أسرة في مديرية بني العوام وحدها. يهدف مشروع الحماية الاجتماعية لتعزيز صمود المجتمعات البالغة كلفته 28 مليون دولار امريكي إلى تعزيز القدرة الشرائية للمجتمعات المهشة، وترميم البنية التحتية المجتمعية وتحسين الوصول إلى الخدمات الرئيسية وتقديمها من خلال العمالة القصيرة الأجل، وتوفير معدات الطاقة الشمسية وإعادة تأهيل منشآت الرعاية الصحية وبناء قدرات المجتمعات والسلطات المحلية.

***

عقد برنامج الأمم المتحدة الإنمائي شراكة مع المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة لتنفيذ مشروع توفير المياه النظيفة ومشاريع الصرف الصحي وذلك للاستجابة للحالات الطارئة وبقيمة 3 ملايين دولار أمريكي. يهدف المشروع إلى تحسين مصادر المياه وخدمات الصرف الصحي والنظافة المناسبة. ويتم ذلك من خلال بناء خزانات المياه وبناء مراحيض للأسر المحلية الضعيفة في المجتمعات الريفية المحرومة.